الأحد، 21 نوفمبر 2010

الولاء لمن؟

الركون إلي ثوابت بدون مراجعات من وقت لاخر و الدفاع عن الأيديولوجية بشكل أعمي بغض النظر عن الحقيقة المجردة, يعني أن يصيب صاحبها نفسه بعمي إنتقائي إختاره هو طواعية دون إكراه.


تذكرت ذلك وأنا أتابع الجدال الذي دار في و سائل الإعلام عقب عرض مسلسل "الجماعة" الذي لم أشاهده و لكني فوجئت بتمسك كل طرف بموقفه بشكل غير قابل للنقاش و تعديل المواقف فيه يبدو مستبعدا, كما أن لغة الحوار, و هو ليس كذلك لأن كلاهما لا يستمع لما يقوله الاخر, كانت لغة متدنية مليئة بالإتهامات بالتطرف و الكفر.


يعاني من هذا العمي الإختياري معظم المثقفين في بلادنا. إن ولاءهم للأيديولوجية أو للمدرسة الفكرية أعلي من إنتمائهم للحق.

إنها أزمة لا أدري إن كانت إقليمية أو كونية و لكنها حقيقة واقعة و هي كما أعلم ضد أرقي مبادئ الدين الإسلامي الذي يأمر (لا يوصي) بإتباع الحق و لو علي أنفسنا أي ما خالف هوانا و إنتمائنا و جماعتنا و ثوابتنا و أهلينا.


هذا ما يعاني منه الأستاذ وحيد حامد حامد بثوابته عن الدولة المدنية كذلك يرفض فيه منظري الإخوان مراجعة فكر الشيخ البنا رحمه الله كأنه من أصول الدين أو من المعلوم من الدين بالضرورة.


ولو راجعنا موقف معظم الجماعات و الجمعيات و المنظمات و الأفراد من مثقفي هذه البلاد لوجدنا أنها تعاني من نفس العمي.


الخلاصة أن الولاء يجب أن يكون للحق و هو في معظم الأحيان محكوم بملابسات و ظروف وقتية ومكانية. ولا ينبغي أن يكون الولاء لثوابت لا يتم مراجعتها بشكل أمين.


بالطبع أستثني من ذلك بالنسبة لي حقيقة أن الله موجود وأن محمدا رسوله و كل أصول الدين القطعية سندا و دلالة.

.

ليست هناك تعليقات: