الخميس، 24 مارس 2011

إشتهرت كلمة "ده حافظ مش فاهم" في الاونة الأخيرة للدلالة علي عدم إستخدام العقل أو غياب الوعي و لذلك أنا أقول علي كل من يثير القضايا الفرعية في هذه الأيام العصيبة التي نمر بها أنهم "حافظين مش فاهمين".

 بدأ الموضوع بظهور عبود الزمر و معاملته كسبق صحفي من قبل الإعلام بما أظهره كالأبطال الأسطوريين.

بالطبع إستفز هذا كثيرا من المعارضين لفكر السلفيين كالدكتورة سعاد عبداالله و وصفتهم بخفافيش الظلام. و هنا بدأ الخطأ, و بدلا من التعامل بعقل مع قلة العقل إنبري أحدهم للزود عن حمي السلفية. و بدأت معركة بين أهل العلم الله وحده يعلم متي تنتهي.

قبلها بيومين أو ثلاثة راح الدكتور يحي الجمل في مقابلة تليفزيونية يخاطب المعترضين علي نتيجة الإستفتاء و زل لسانه بكلمة ربنا يحمد ربنا و هو تجاوز لا يليق و يستحق المراجعة و المعاتبة و خاصة في هذه الأيام و أيضا لأن سياق الكلام كان للتدليل علي أن الناس لا يجمعون علي شئ و لو كان وجود الله نفسه. تم تحويل الرجل للنائب العام للتحقيق معه بتهمة العيب في الذات الإلهية. الدخول في هذا الطريق يؤدي إلي نفق مظلم لا يدرك هؤلاء نهايته.

كان أبو نواس شاعرا ماجنا و متجاوزا و شعره فيه الكثير من الكفريات بمقاييس الأيام الحالية. و قد كان معاصرا للإمام أحمد بن حنبل و من شعره
  " تعِسَ الزمان فإن في أحشائه    بُغضاً لكلِّ مُفضَّلٍ ومُبجَّلِ".
و لم يطالب أحد بتكفيره أو إخراجه من الملة و بالمناسبة لقد كان أيضا فقيها بعلوم القران و الحديث. كذلك لم يطالب المحتسب بتطليقه من زوجته. إنهم كانوا يعلمون أن ضرورات الشعر و الأدب و الفكاهة قد تخرج المرء عن حدود الأدب مع الله بما لم يكن مقصود صاحبه لأنك لو راجعته فسيقول أنه ما قصد إلي ذلك. وهذا في حد ذاته تراجعا عن سوء القصد، و لا يملك أحد نبش نفوس الناس للتأكد من نواياهم. 

أرجو أن نترفق في عتابنا لبعضنا البعض و ألا نخرج الكلام من سياقه لأن هذا فيه نوع من البهتان. كذلك أرجو أن نؤجل الخلافات المذهبية و الأيديولوجية حتي نفرغ من العدو المشترك, الفساد و المفسدين.

تذكرت و أنا أقرأ هذه الأخبار قول سيدنا لوط لقومه "أليس منكم رجل رشيد". نسأل الله أن يفقهنا و نعوذ به من الحافظين اللي مش فاهمين. و نسأله العفو و العافية.

 

ليست هناك تعليقات: