الأربعاء، 9 مارس 2011

إنعدام الرؤية

إعتدنا في شبابنا أن نعتنق بيقين الإتجاه الفكري المعين و نحن متأكدين من صحة الإتجاه و سلامة البوصلة التي تشير لنا إلي الحق و الحقيقة.  

كذلك كنا, و هو سلوك يصبغ المرحلة الشبابية, اليقين و ما يتولد عنه من إصرار.

هذا هو ما اقلعنا عنه بمرور السنين و إنكشاف الحقائق الواحدة تلو الأخري.

إنني علي يقين من أن الله موجود و أننا جميعا سنموت و أما ما عدا ذلك فيغلب علي ظني هذا الفرض أو ذاك كتفسير لما يقع من أحداث و كتصنيف لاراء و مواقف.

لقد أصبحت أتعجب لقوم تقدم بهم العمر و خبروا الحياة و ما زالوا يمارسون هذا النوع المستفز من اليقين.

 هذا في الظروف الطبيعية و كرد فعل لأحداث الحياة اليومية العادية و المتكررة, أما في الحالات الإستثنائية فيزداد الوضع غموضا و  تزداد الضبابية التي تجعل الأشياء شبيهة بتلك التي نعرفها و لكن لا يمكن التيقن بأنها هي.

تلك هي الحالة التي نمر بها الان, لقد إنهار ذلك الكيان الضخم الذي إستغرق بناؤه ما يزيد علي أربعين عاما, إنهار بالكامل و خلف الكثير من الغبار الذي حجب الجزء الأكبر من الرؤية و صارت معظم المواقف مبنية علي تخيلات لشكل وهيئة الساحة بعد إنقشاع الغبار.
هذا هو ما سبب الكثير من اللغط بين المصريين منذ أول أيام الثورة و حتي هذه اللحظة.

إنني أدعو الله أن ينقشع هذا الغبار سريعا, و ربما ساهم سقوط جهاز أمن الدولة بشكل فعال في ذلك, حيث امل أن تسفر التحقيقات الدائرة الان في كشف حقائق كل رجال النظام البائد أمثال شفيق و عمرو موسي بشكل يؤدي إلي إستبعادهم من الصورة و التخلص من أشباحهم للأبد.

أقول هذا و لست علي يقين من الرجلين و أمثالهما و لكننا في مرحلة أري أننا يجب أن نستبعد من المجال السياسي بالشبهة.

لذلك أنا أعجب من العواجيز أمثالي الذين يتعاملون بيقين كامل مع الأوضاع في مصر الان و هو ما لا يتناسب مع الخبرات المتراكمة عبر سنين العمر و لا يتناسب كذلك مع ضبابية الموقف الان.

ليست هناك تعليقات: